القطن زراعته وأنواعه ومصادره
تعريف القطن وأنواعه
نبتة القطن عبارة عن شجيرة صغيرة يتراوح طولها من 2 الى 16 قدمًا ويختلف طولها باختلاف نوعها والقطن نبات من النباتات المعمرة التي تتطلب زراعتها تربة خصبة وجو حار ماطرًا في الربيع وجافًا في الصيف ، فالقطن له جنس يعرف باسم الجوسيبيوم وله خمسة أنواع وهي باربادانس وهرباسيوم وبيروفيانوم وأربوريوم وكل نوع منها تزرع في موطن مختلف عن النوع الآخر ولهذا تنتشر زراعة القطن في جنوب قارة آسيا والهند تحديدًا ومصر وبعض الأجزاء من قارة أفريقيا والأميركتين .
مميزات وتفرعات نبات القطن
نبتة القطن تتميز بأوراقها الخضراء جلدية الملمس متوسطة الحجم مدورة وسيقانها طويلة ، وأزهار القطن كبيرة صفراء وبيضاء بقواعد قرمزية ، وعندما تسقط بتلات الأزهار التي تسمى تويجيات تترك وراءها جوزات بذور القطن وفي كل جوزة بين ثلاثين وأربعين بذرة ، عندما تنضج البذور تتفتح الجوزة كاشفة عن ألياف القطن الأبيض الزغب الذي يغطي كل بذرة وقد تتلف نبتة القطن بالعواصف والآفات التي تتغذى بها مثل حشرة السوسة المنقارية التي تتغذى بجوزات البذور وربما قد تتلف المحصول بأكمله .
القطن قديما
القطن قديمًا كان يقطف باليد بحيث يجمع القاطف جوزات القطن ويضعها في كيس أو سلة معلقه في ظهره ، وبعدها ينزع بذور القطن السوداء يدويًا ولكن العملية كانت شاقة وبطيئة ويتم نسجه باستخدام المغزل ونول النسج اليدويين ليتم استخدامه في صناعة الملابس القطنية قديمًا .
القطن حديثا
القطن حديثًا يتم قطفه بواسطة المكنات ، حيث يقوم الأنبوب بشفط جوزات القطن بعد نضجها بسرعة كبيرة ولكن سلبيتها أنها ليست بدقة يد الإنسان وعنايتها بجوزة القطن وبعد عملية القطف يتم حمل المحصول الى المصانع ويوضع في المحلج ليتم نزع البذور عن خيوط القطن وثم يرسل إلى المصانع في أنحاء العالم لتتم عملية الغزل ، بحيث يقوموا بتمشيطه وتنظيفه أولًا وبعدها يغزل ويتم جدل الالياف لصنع خيوط الغزل ويؤخذ الى مكائن النسج لحياكة المنسوجات ، وفي المرحلة النهاية تصبغ المنسوجات القطنية ويطبع عليها الأشكال المطلوبة .
القطن والمصنوعات الاخرى
القطن له أيضًا صناعات أخرى غير المنسوجات ، بحيث يصنع من نفايات القطن ورق رقيق فاخر ويستفاد أيضًا من بذور القطن بحيث يستخرج زيت يعرف بزيت البذرة أو الزيت الفرنسي والذي يستعمل في الصناعات الغذائية وبالإضافة إلى ذلك تستخدم بذور القطن بعد استخراج الزيت منها علفًا للماشية .
تاريخ القطن Cotton
لقد عرف الإنسان القطن منذ أكثر من خمسة آلاف سنة ، فقد تم العثور على اقمشه قطنية تحيط بجثث الموتى المحنطة في البيرو ، ويقال إن الموطن الأصلي لزراعة القطن هي الهند لأن الهنود استعملوا شعيرات القطن منذ عام ألف وخمسمائة قبل الميلاد وعرفت الأقمشة القطنية باسم الكليكو نسبة إلى شاطئ كلكتا بالهند وقيل أيضًا أن حملات الإسكندر المقدوني أحد ملوك مقدونيا الإغريق هي السبب في انتقال زراعة القطن من الهند إلى مصر وبلاد الإغريق وبسبب شيوع استخدام القطن في العالم العربي قديمًا فقد أخذت بعض الشعوب كلمة قطن العربية واستعملتها في لغاتها وصبت منسوجات القطن العربية الى أوروبا بحيث بدأت الصناعات القطنية في إنجلترا عام 1635 للميلاد ، وقيل إن كريستوفر كولومبس الرحالة مكتشف أمريكا (العالم الجديد) وجد زراعة القطن منتشرة فيها .
القطن المصري
من المعروف أن القطن المصري له شعيبة كبيرة منذ القدم بحيث يتميز بجودة عالية من بين أنواع القطن الأخرى والذي كان لمحمد على باشا الفضل في ازدهار القطن المصري في تلك الفترة وفي القرن العشرين يلاحظ تدني زراعة القطن المصري بسبب استبدال نوع القطن المصري بأنواع اقل جودة وبسبب الخسائر التي تواجه شركات القطاع العام القائمة على صناعات القطن المصري وكل هذا نتيجة الإهمال الإداري في مصر .